التعريف بمراقد واسط ومزاراتها الدينية حتى القرن العاشر الهجري

التعريف بمراقد واسط ومزاراتها الدينية حتى القرن العاشر الهجري
  • Version
  • Download 111
  • File Size 715.66 KB
  • File Count 1
  • Create Date يوليو 11, 2022
  • Last Updated يوليو 11, 2022
Download

أ.م. د. محمد حسين علي السويطي,
كلية التربية/ جامعة واسط
م. د. فوزي خيري كاظم,
كلية الامام الكاظم/ واسط
جهة النشر : مجلة لارك للفلسفة واللسانيات والعلوم الاجتماعية
تاريخ النشر : 2017
الملخص
يمثل الإنسان في حقيقته اطاراً عاماً لمجموعة لامتناهية من المعتقدات والسلوكيات التي تشكل في مجملها الوجود الإنساني على مختلف مستوياته، ومع إن تلك الاعتقادات أو السلوكيات قد تصبح عاملاً مشتركاً لدى الجنس البشري، إلا أنها قد تتفاوت من حيث أهمية تفصيلاتها بالنسبة لبني البشر من شخص لآخر أو من اعتقاد لآخر، وقد أظهرت مسيرة التاريخ وحركة الوجود الإنساني بان تأثير المعتقدات الدينية والايدولوجية قد تغلب في كثير من الأحيان على باقي المعتقدات؛ لما لها من أهمية فكرية ونفسية قد تتعلق بجوانب الحياة كافة، وتتباين هذه التأثيرات شدة أو ضعف مع تأكيد الديانات السماوية أو الوضعية عليها.

فطالما أكد الإسلام على دعم الجانب النفسي للفرد عن طريق الإتيان بسلسلة من العبادات والأعمال التي تسهم في زيادة التواصل بين العبد وخالقه، أو بين عالم الدنيا وعالم الآخرة، ويتم ذلك عن طريق الارتباط نفسياً ومادياً بمجموعة من الوجودات الصالحة والمقدسة والأفراد الذين بلغوا درجة من الأيمان والتقوى، ساعدهم في أن يصبحوا من أبواب الله التي تؤتى؛ لذلك حرص الإسلام أو بعض مذاهبه على التأكيد على زيادة هؤلاء الأفراد سواء في حياتهم أو بعد مماتهم والتبرك بهم وإتيان الدعاء والصلاة في مقاماتهم ومراقدهم لما لها من قدسية.

والى جانب ما تحققه تلك الزيارات من عامل نفسي ديني يتمثل بزيادة الارتباط بالله تعالى والتذكر بالمصير والعاقبة النهائية عن طريق التأمل بسير هؤلاء الصالحين فان تلك التأكيدات على زيارة المراقد والمقامات تحقق ابعاداً كبيرة جداً قد تسهم في إيجاد تكامل سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي لا محدود، بوصفها عاملاَ مشتركاً وموحداً بين المسلمين، لما يحظى به أفرادها من احترام وتقديس بين المسلمين، وهو ما نحاول توضيح بعض منه في محاولتنا البحثية هذه الموسومة (التعريف بمراقد واسط ومزاراتها الدينية حتى القرن العاشر الهجري).

وتعد مراقد واسط ومزاراتها الدينية، من الأماكن المهمة التي لها أهمية دينية وتاريخية كبيرة، لكنها للأسف لم تحظ باهتمام المعنيين، من أكاديميين ورجال دين، إلا بعض الجهود التي لا تتناسب مع أهميتها، التي تحدثت عنها بشكل موجز وغير مباشر، مثل كتاب (مراقد المعارف) للشيخ حرز الدين، الذي تناول ضمن ما تناول بعض مراقد واسط، وركز على المشهورات منها مثل (مرقد سعيد بن جبير)، دراسة الأستاذ الدكتور عطا سلمان جاسم الموسومة بـ(الأماكن الاثارية في واسط)، التي هي الأخرى وكما ظاهر في عنوانها غير مخصصة لدراسة المراقد والمزارات وإنما لدراسة الأماكن الاثارية، لذا تعرضت إلى الحديث عن بوابة واسط وتلولها الأثرية وتطرقت بصورة مختصرة إلى بعض المراقد، فضلاً عن أبحاث خصصت للبحث في سير بعض أصحاب المراقد الشريفة في واسط، وركزت على سيرة صاحب المرقد أكثر من مواصفات المرقد ومعالمه، ومنها: (سابس ودفينها السيد محمد أبو الحسن) للسيد عبد الله الهاشمي، وهو كُتيب بلغ (16) صفحة، ركز فيه على سيرة السيد السابسي ومكانته العلمية والاجتماعية، وكتاب (السيد تاج الدين الآوي) للسيد ماجد السيد محمد علي، وهو محاولة بحثية قيمة ركز فيه على سيرة السيد تاج الدين ومعارفه لاسيما شعره ومواقفه الدينية .

وقبل الختام لابد لنا ان نذكر الصعوبات التي واجهتنا في التعريف بمراقد واسط ومزاراتها الدينية، لاسيما في ضوء صعوبة التنقل والوصول إلى بعضها، فضلاَ عن افتقارها لمكتبات توثيقية لتاريخها، أو تاريخ أصحابها، لذلك اعتمدنا على الروايات المتداولة شعبياً، وحاولنا جاهدين إن نعرضها ونقارنها مع المعطيات التاريخية التي وردت في المصادر والمراجع، للوقوف على الصحيح منها أو من عدمه.

وقد يعتقد القارئ لبحثنا هذا، ان بعض المراقد والمقامات التي ورد ذكرها، هي خارجة عن الحدود، لكن غاية بحثنا التعريف بمراقد واسط ومزاراتها الدينية لأعلام توفوا قبل القرن العاشر الهجري، ووقتذاك كان حدود مدينة واسط الإدارية تمتد ما بين مدينتي الكوفة والبصرة، إذ أن البطائح والرفاعي وغيرها من المناطق التي شكلت مؤخراً محافظات العمارة والناصرية، كانت ضمن حدود مدينة واسط.

وجدير ذكره ان المنهج الذي اعتمدناه هو تقديم نبذة تاريخية موجزة عن مشاهير المراقد والمزارات في واسط، التي رتبناها بحسب نظام الحروف الهجائية؛ لصعوبة الوقوف على وفيات بعض أصحابها، بهدف التعريف بهذه الأماكن الشريفة، ورسم خريطة تاريخية جغرافية دينية ثقافية سياحية لأهم تلك المراقد والمزارات التي يؤمها الناس من شرق البلاد وغربها، آملين وضع أساس مفيد لدراسة أخرى تكون موسعة وشاملة وموثقة بالمصادر والمراجع والزيارات الميدانية والدراسات العمرانية، ويشترك فيها عدد من الباحثين والمختصين، وتكون على صورة موسوعة علمية... والله من وراء القصد.

FileAction
التعريف بمراقد واسط ومزاراتها الدينية حتى القرن العاشر الهجري.pdfDownload