الإسم : زاهد محمد زهدي الفيلي 

التولد : 1930– قضاء الحي 

التخصص : قاص , شاعر

الوفاة : 2001 – لندن  

برنامج إذاعي يتناول حياة الشاعر زاهد محمد زهدي

زاهد محمد زهدي

شخصيات أدبية

زاهد محمد زهدي .. قاص و شاعر مناضل من مواليد قضاء الحي 

النشأة والدراسة 

ولد لعائلة كادحة في مدينة الحي، التابعة للواء الكوت (محافظة واسط حالياً) في العام 1930. وكان منذ صغره نابهاً ذكياً يتذكر انه وهو تلميذ في المدرسة الابتدائية، كان يقرأ القرآن على مسمع والدته بطلب منها. ولعل قراءته هذه قد وسعت مداركه وجعلته متفوقاً على اقرانه. وبرغم صعوبات العيش التي كانت تواجهها عائلته كان احد الاوائل الثلاثة من تلاميذ المحافظة في نتائج امتحان البكالوريا للصف السادس الابتدائي، الامر الذي أّهّله لدخول كلية الملك فيصل، التي انشئت بادارة انكليزية في العهد الملكي لتستقطب الطلبة النابهين من جميع انحاء العراق وتأهيلهم ليكونوا من الكوادر التي تخدم النظام الملكي. غير ان نباهة طلابها وذكاءهم جعلت من الكلية بؤرة للنشاط الوطني الديمقراطي. وكان من بين منتسبيها عدد ممن اصبحوا في ما بعد من وجوه الحركة الوطنية الديمقراطية اليسارية من امثال الفقيد عامر عبد الله والشهيد حمزة سلمان ونوري عبد الرزاق حسين وشاعرنا زاهد محمد.

البدايات

بسبب من نشاط طلبة الكلية الوطني، ايام تصاعد المد الوطني الديمقراطي في النصف الثاني من اربعينيات القرن الماضي، والاضراب الذي اعلنوه، جرى اغلاق الكلية والغاؤها، وكان ذلك قبل ان يكمل زاهد مرحلة الدراسة المتوسطة.

بعد غلق الكلية عمل زاهد في مديرية السكك الحديد في الشالجية. وكان احد قادة اضراب عمال السكك في العام 1948، بعد وثبة كانون الثاني المجيدة. وتعرض وقتذاك الى محاولة اغتيال من قبل احد افراد الشرطة السرية، الا انه نجا من المحاولة الاثيمة بعد ان جرح في يده عندما صد عدوان الشرطي.

وبسبب من نشاطه البارز في الاضراب صدر امر إلقاء القبض عليه من قبل سلطات الامن الملكي، فأضطر الى الاختفاء، غير ان جهاز الامن استطاع اعتقاله وزجه في التوقيف، مما اثار عمال السكك في الشالجية، الذي خرجوا بمظاهرة ضخمة من الشالجية الى دار رئيس الوزراء المرحوم السيد محمد الصدر للمطالبة باطلاق سراحه هاتفين: “حق باطل زاهدنه انريده”! واطلق سراحه على اثر المظاهرة.

وتعرض زاهد للاعتقال خلال الحملة التي شنها الحكم الملكي على القوى الوطنية الديمقراطية، وفي طليعتها الحزب الشيوعي العراقي انتقاماً من الشعب العراقي ووثبته المجيدة.

وجرى تقديم زاهد الى المجلس العرفي العسكري، مع المئات من المناضلين الوطنيين اليساريين، وغالبيتهم من الشيوعيين، والحكم عليه بالسجن لمدة سنتين، تضاعفت الى ثماني سنوات بحجج مفتعلة من قبيل قراءة نشيد او هتاف داخل السجن او القيام بإضراب عن الطعام للمطالبة بحقوقهم، التي نص عليها القانون باعتبارهم سجناء سياسيين.

سيرته 

وفي سجن الكوت ونقرة السلمان وبعقوبة تفتقت قريحة زاهد الشعرية، فنظم الكثير من القصائد والاناشيد الوطنية بالشعر الشعبي والفصيح التي يضمها هذا الكتاب.

اطلق سراح زاهد من السجن في العام 1956 وجرى سوقه الى الخدمة العسكرية في معسكر الشعيبة في البصرة.

وبعد انهائه الخدمة العسكرية عمل في معمل الكوكا كولا في البصرة ليشهد ما يعانيه العمال من استغلال ارباب العمل والتعرف على حياتهم عن قرب.

ولتعلق زاهد بأهداف حركة السلم حاول السفر للمشاركة في مهرجان الشبيبة والطلبة في موسكو في العام 1957، الا انه القي القبض عليه في مركز صفوان الحدودي، واطلق سراحه بكفالة لعدم وجود ذريعة لتقديمه للمحاكمة وسجنه مرة اخرى.

وبعد انتصار ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة في العام 1958 ذاع صيت زاهد محمد باعتباره شاعراً شعبياً متعدد المواهب. وعمل في الاذاعة وساهم في تقديم الكثير من الاغاني والأناشيد الوطنية. الامر الذي اثار حقد القوى اليمينية التي اغتنمت الفرصة لفصله من الاذاعة. وفي اعقاب فصله من الاذاعة نظم قصيدة “ تهيّب يل تهز السوط” التي يجد القارئ قصتها في موضع اخر من الصفحة.

ولعل اشهر قصائده الشعبية بعد ثورة تموز المجيدة هي قصيدة “هر بجي كردي وعرب رمز النضال” التي لحنها وغناها الفنان المشهور الفقيد احمد الخليل. القصيدة/ الاغنية التي ما زالت تلهب احاسيس ابناء الشعب وتعزز وحدة العرب والاكراد في الوطن الواحد.

في العام 1960 تزوج زاهد قريبته الفاضلة زهرة قاسم محمد حسن آل خميس، التي انجبت منه اولاده عمار وبشار وسالار والفقيد بختيار الذي توفي في حادث مؤسف.

وفي العام 1963، وفي اعقاب الانقلاب الفاشي المشؤوم في الثامن من شباط استطاع زاهد الافلات من الانقلابيين بالعبور الى ايران ومنها الى موسكو.

ومُنح الفقيد زاهد وزوجته زمالتين دراسيتين في جمهورية جيكوسلوفاكيا، فالتحقا بالدراسة في براغ ونالا شهادة الدكتوراه في الاقتصاد.

وعندما كان زاهد في براغ ساهم في اعداد برامج اذاعية لـ “اذاعة صوت الشعب العراقي” التابعة للحزب الشيوعي العراقي والتي كانت تبث برامجها من صوفيا عاصمة جمهورية بلغاريا الشعبية من صيف 1963 حتى صيف 1968. كما عمل في نفس الوقت في القسم العربي من اذاعة براغ.

عاد الى العراق في العام 1973 وعمل في وزارة التخطيط ثم في مديرية السكك الحديد. وغادر العراق في الثاني والعشرين من حزيران 1982 ولم يعد اليه.

عمل في السعودية عدة سنوات في اعمال حرة، وساهم وهو هناك في اذاعة صوت الشعب العراقي المعارضة للنظام الدكتاتوري.  ولا يفوتنا ان نذكر ان الفقيد زاهد محمد زهدي كان ينظم القريض ايضاً. كما انه كان يكتب في صحافة المعارضة العراقية في تسعينيات القرن الماضي.

وبرغم المرض الخبيث الذي اصابه في السنوات الاخيرة فانه لم ينقطع عن الاهتمام بعمل المعارضة العراقية والمساهمة فيه قدر استطاعته، ويرنو الى يوم العودة للعراق بعد الخلاص من النظام الدكتاتوري. الا ان المرض لم يمهله لتحقيق امنيته هذه إذ غادرنا في احد مستشفيات لندن في الثامن والعشرين من أيلول 2001. ودفن في مقبرة هايغيت في الركن القريب من ضريح كارل ماركس، وهو الركن الذي يضم رفات العديد من المناضلين العراقيين الذي توفوا في الغربة. وبذلك فقد الشعر الشعبي في العراق علماً من اعلامه وفقدت الحركة الوطنية مناضلاً مخلصاً قدم الكثير في مسيرته النضالية المجيدة.

التكريمات

تم إختياره ليكون شخصية مهرجان الكوت نت للإبداع الواسطي 2014 تخليداً لذكراه 

test